لماذا لا يجب أن تكتفي بالتدوين على الجوال فقط؟

لا شك أن ارتباطنا العميق بأجهزتنا الذكية أثّر على أسلوب حياتنا وجعلنا نعيش في عوالم افتراضية، فمن اليوم الذي اعتمدنا فيه على محركات البحث أكثر من المكتبة، وأصبحنا نقرأ الكتب بصيغة الكترونية على الأجهزة اللوحية وخلقنا العديد من الدوائر الإجتماعية على وسائل التواصل الإجتماعي بدأنا نتحول من إنسان عاطفي لكائن عملي بحت. ولكن السؤال الذي يشغل بالنا، أصدقاء سين، يتمحور حول التخطيط والتنظيم وتسجيل المواعيد؛ هل التدوين برفقة الأجندة الورقية أفضل أم باستخدام التطبيقات الرقمية على أجهزتنا؟

كمعظم أمور حياتنا، لكل نوع إيجابياته وسلبياته، ولكل منا أيضًا شخصيّته الّتي تحثّه على استخدام أحدهما عوضًا عن الآخر، ومنَّا من يستخدم الاثنين. ولكن ما نبحث عنه هنا هو الدَّافع وراء استخدام أحدهما بدلًا من الآخر.

فوائد التطبيقات الرقمية:

من مميزات تطبيقات التدوين الرقمية على جوالك هو أنك تقتنيها مرة واحدة ولن تحتاج لاقتناء تطبيق جديد مع بداية العام الجديد إلّا إن كنت تستخدم تطبيقات مدفوعة، كما أنك تستطيع مشاركة خططك مع الآخرين، ويمكنك أيضًا إضافة التنبيهات لتعتمد عليها في التذكير. ومن أفضل المميزات هو قدرتك على مزامنة البيانات بين أجهزتك الالكترونية المختلفة.

كما أننا اعتدنا على حمل هواتفنا معنا في كل مكان ونادرًا ما ننساه الأمر الذي يجعل حمل الأجندة الورقية ليس بذات السهولة أو العادة.

مميزات الأجندة الورقية:

أما بالنسبة للأجندات الورقية فأهم المميزات هو القيمة العاطفية والشخصية، وذلك لأن الانسان بطبعه يتعلق بالأمور المحسوسة أكثر من الإفتراضية. الأجندة الورقية تساعدك على التركيز أكثر من الالكترونيات وذلك لتخصصها في التنظيم بينما تتشتت الأجندة في الأجهزة الالكترونية بين مختلف التطبيقات والتنبيهات، كما أن الدراسات العلمية أثبتت أن الكتابة على الورق تساهم في تقوية الذاكرة أكثر من التدوين الرقمي، بالإضافة إلى الرابط الذهني بين الكتابة على الورق وتكوين الأفكار. ومن مميزات الأجندة أيضًا هي أنها تتطلب منك مجهود أكبر من المجهود الذي تبذله عند استخدامك للتطبيقات الإلكترونية خاصة إن كنت من النوع الإبداعي وأردت إضافة بعض الألوان والرسومات والتفاصيل، وهذا المجهود يشجعك على الالتزام بخططك أكثر كما ينتج عن ذلك ارتفاع في نسبة الإحساس بالبهجة والإنجاز. التدوين على الورق ليس عادة صحيّة فحسب بل عادة يصعب التوقف عنها كما يخبرنا العديد من أصدقاء سين الذين يستعملون أجندة سين لثمانِ سنوات على التوالي.

إذاً.. الورقية أم الرقمية؟

من المهم أن تتبنى أدواتاً وأسلوباً يناسبك في التدوين، وحين تنتقل لإستخدام الأجندة الورقية للمرة الأولى فإن المرحلة الانتقالية بعد اعتيادك على أمر معيّن غالبًا صعبة، وأصعب ما قد يواجهك هو “التغيير” بحد ذاته، ولكن الإبداع والابتكار يطالبنا بتقبّل التغيير وتجربة مختلف الطرق للوصول لنتيجة أفضل، خاصة تلك الطرق التي تنمّي المواهب وتريح النفس وتزيل التوتر وترفع من مستوى الإبداع والسعادة.

نصيحتنا لك صديق سين تعتمد على شخصيتك، فإن كنت تطمح لزيادة جودة ذاكرتك والمزيد من الابداع والبهجة، ننصحك باستخدام الأجندة الورقية، وإن كنت تريد الاستفادة من التنبيهات للتذكير ننصحك باستخدام التطبيقات الرقمية، وفي كلا الحالات ننصحك بكل حب أن تباشر بالتخطيط والإنجاز!