سين والمجتمع

أصبحت أشبه أمي

في هذا اليوم تحديدًا تذكرت كل العادات والعبارات التي كانت تُمارسها وتُرددها أمي والتي اليوم وأنا أُم أقوم بها دون أن أشعر بأني اقتبستها منها، يبدو لي أن الأمومة ميراث ينتقل من جيل لآخر دون سابق إنذار، فالطريقة التي تُعيد أمي بها تدوير الأشياء مثل: علبة الزيتون عندما ينفذ منها الزيتون لا ترميها بل تستخدمها لتحفظ داخلها الزبدة المُذابة، وأكياس البقالة تستخدمها أكياسًا للقمامة فيما بعد، أما عن تبديلها  للأوقات في أيام الدراسة، حيث تردد كل صباح بنبرة مُربِكة “يلا تأخرتوا” والشمس لم تُشرِق بعد!

وكل هذه الأمور في كفّة وعندما تطلب منّا إحضار شيء من الغرف المجاورة أو المطبخ ولم نجده تقول بنبرة واثقة: “إذا قمت ولقيته”.

وبالفعل عندما تتحرك من مكانها يظهر ما طلبته أمام عينيها، وكأنه يلعب مع الأبناء لعبة الغُميضة، ولكن مع الأمهات لا يستطيع اللعب والاختفاء، فهي أُمّ ستكتشف مكانه لا محالة!

أمهاتنا اللاتي أصبحنا من بعدهن خير أُمهات وأمسينا ندعو لهم بالمسرّة والبركات،

شكرًا لكن أيتها الأمهات العظيمات!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *