تستيقظين في السابعة والنصف صباحاً، وتنهضين من فراشك لتبدئي معها مهامك اليومية المعتادة، تبدئين بالاستحمام بالماء البارد، ثم ترتدين ملابسك ثم تحتسين قهوتك وأنتِ تتناولين إفطارك المعتاد لتذهبين بعدها إلى عملكِ وتشرعين بإنهاء مهامك، يتكرر هذا كل صباح، تتأملين هذا الروتين ولسان حالكِ يقول: “ما أقبح الروتين!”.
هذا ما كنتُ أظنه أيضاً قبل أن أدرك أهمية العادات في حياتي، كُنت أعتقد أن الحياة المليئة بالدهشة تحتاج مني التجديد المستمر في تفاصيل يومي، لم أكن أتقبل فكرة أن استيقظ يومياً في الوقت نفسه وأفعل الأشياء ذاتها في الوقت نفسه.
كانت تجذبني فكرة أن أفعل كل يوم أنشطة مختلفة وأستيقظ في أوقات مختلفة بلا تقييد للوقت، ولكن مهما بدا الأمر مثيراً للاهتمام، فإن القيام به غير عملي، إننا وُجدنا في هذه الحياة لسبب نسعى دائماً لبلوغه، والعادات يا صديقتي هي السبيل الوحيد لذلك.
أعيدي قراءة روتينك اليومي بعناية، ولاحظي إن السبب الذي يجعلك نشيطة باقي اليوم هو استحمامك في بدايته، والسبب الذي يجعلك في طاقة عالية هي تناولك لإفطارك المتوازن، والسبب الذي يجعلك متميزة في عملك هو إنجازك للمهام في وقتها المحدد وهكذا.
يقول جيمس كلير في كتابه العادات الذرية: “العادة هي سلوك تكرر عدداً كافياً من المرات بحيث صار أوتوماتيكياً”. عاداتك اليومية هي بمثابة الحماية لك، ونقطة ارتكازك، والدليل على بلوغ أهدافك التي تسعى لها.
كل هدف تسعين إليه جزئيه إلى مهام يومية سهلة، وجذابة، ومشبعة وواضحة، وستجدين بعد فترة أنك اعتدتِ عليها ولم تعد تشغل حيزاً من دماغك، فمثلاً لو أردت تعلم لغة جديدة، احفظي في كل يوم ٥ كلمات، و استمعي لمقطع قصير لمدة خمس دقائق، واقرئي قصة لمدة خمس دقائق، وستجدين في نهاية الشهر أنك حفظتِ ١٥٠ كلمة، وقرأتِ ٣٠ صفحة، واستمعتِ لـ٣٠ مقطع، وستجدين نفسكِ وأخيراً أحرزّتِ تقدماً.
وأخيراً تذكري أن عقلنا البشري لا يسعه التركيز على أكثر من هدف، فاختاري أهدافكِ بعناية واسعي لتحقيقها واحداً تلو الأخر، واعلمي أن بناء العادات – وإن بدا صعباً في البداية – فإن نتائجه تستحق التجربة.